دائما ما يبحث اإلنسان عن كيفية تعايشه في أي مكان وجد فيه، لذلك يلجأ إلى تسخير كل اإلمكانيات التي بموجبها تحقق له هذا األمر، وكانت اللغة هي أول ما يمكننا تصنيفه هاهنا سواء كان ذلك بلغة اإلشارات واإليماءات إلى لغة الصوت...الخ وبموجب هذا األمر صنع لنفسه الكثير من الطرق للتعبير بهذه اللغة خاصة في المجال الثقافي/ األدبي على وجه الخصوص، وهو موضوع حديثا هذا والمتمثل في المسرح الذي يعد؛ تجارب مخاض حركي فاعل في البحث عن وجه يمكن من خالله التعبير بنفسية مجتمع خاص له عاداته، وتقاليده، وهوية منبثقة من ممارسة خاصة ووعيهم أن المسرح هو الجزء الخاص من المبدع يمارس فيها وجوده اإلنساني، ويحاكي خبراته، وقدراته الفنية، واإلبداعية في التعبير عن كل هذا وفق منظور رؤيوي يحدد توجه الذات وفق إما نظرة بسيطة ببساطة لحظة التعبير اآلنية كما في العصور البدائية التي كان اإلنسان يبحث فيها عن التواصل مع بني جنسه، والتعبير عن الفرح والذي كان متمثال في " الشعر الغنائي" وبعدها على شكل المالحم للتعبير عن بطوالته، وصراعاته، وأمجاد آله، أو للتعبير عن موقف ايديولوجي أو فلسفة، أو مذهبة. تطور المسرح وتطور معه أسس الكتابة، وخرجت معه للحياة أنفاس أخرى لإلبداع كالقصة والرواية...الخ